خلية عصبية جديدة تشبه الوردة قد تفسّر تفوّق العقل البشري!

خلية عصبية جديدة تشبه الوردة قد تفسّر تفوّق العقل البشري!

حيوية | July 15, 2025 بواسطة أميرة خليل

أميرة خليل
أميرة خليل
منذ يوم
مشاركة:
خلية عصبية جديدة تشبه الوردة قد تفسّر تفوّق العقل البشري!

رغم قرون من الأبحاث العلمية، لا يزال الدماغ البشري يخبئ بين طيّاته أسرارًا قد تعيد تشكيل فهمنا للعقل والوعي.

في عام 2018، أعلن فريق دولي من العلماء عن اكتشاف نوع جديد كليًا من الخلايا العصبية في الدماغ البشري، أطلقوا عليها اسم Rosehip Neurons، بسبب شكلها المميز تحت المجهر؛ إذ تظهر كحزم كثيفة ذات تشعبات شجيرية قصيرة ونهايات عصبية تحتوي على نتوءات كروية تشبه ثمرة الورد البري اليابسة.

تتواجد هذه الخلايا في الطبقة الأولى من قشرة الدماغ (Cerebral Cortex)، وتصنّف ضمن الخلايا العصبية المثبطة (GABAergic Neurons)، حيث تطلق ناقلًا عصبيًا يُعرف بـ GABA يعمل على تقليل نشاط الخلايا العصبية الأخرى.

تشير الأدلة إلى أن هذه الخلايا قد تعمل كـ “فرامل دقيقة”، تضبط تدفّق الإشارات نحو الخلايا الهرمية (Pyramidal Neurons)، وهي الخلايا المسؤولة عن معالجة المعلومات واتخاذ القرارات. وقد وُجد أنها تتموضع في مواقع استراتيجية تتيح لها كبح الإشارات المحفزة التي تنشّط الدارات العصبية في الدماغ. رغم هذا، لا تزال وظيفتها الدقيقة غير مفهومة بالكامل، ويبحث العلماء في علاقتها المحتملة ببعض الاضطرابات العصبية مثل التوحد أو الفصام، إضافة إلى إمكانية توظيفها لتطوير علاجات أكثر دقة للدماغ البشري.

تم التعرف على هذه الخلية باستخدام المجهر وتحليل التعبير الجيني، من خلال تقنية تسلسل الحمض النووي الريبوزي في نواة الخلية (Single-nucleus RNA sequencing)، والتي كشفت عن بصمة جينية فريدة لا تتطابق مع أي خلية معروفة في الإنسان أو الفأر، ما يؤكد أنها ليست مجرد شكل مختلف لخلية مألوفة، بل نوع جديد تمامًا.

الأمر اللافت أن هذه الخلايا لم تُرصد في أدمغة الفئران أو الرئيسيات الأخرى، ما يشير إلى وجود دوائر عصبية خاصة بالبشر، وقد تكون هذه إحدى المفاتيح لفهم الفروق الإدراكية والسلوكية بين الإنسان والكائنات الأخرى.

في عالم الخلايا… قد تكمن أسرار وعينا في زهرة صغيرة تنمو داخل عقولنا.

احصل على إشعار لكل مقال جديد!