نسمع دائماً أن المرأة تحتاج وتستهلك الكثير من الجهد أثناء الحمل، ونسمع أيضاً أن الولادة تُعد من أقوى الآلام بعد الحروق عالمياً. ومن بين كل إنجازات التحمّل التي يستطيع الجسم البشري تحقيقها، يبقى الحمل واحداً من أكثرها استثنائية — والآن، يؤكد العلم ذلك. لكن، هل فكّرتم علمياً بما يحدث داخل جسم المرأة أثناء هذه العملية المعقّدة؟ وكمية الطاقة التي تحتاجها فعلياً؟ وكيف وصلنا إلى أن العلماء شبّهوا عملية الحمل بماراثون طويل الأمد، أي ماراثون يمتد لأيام متعددة وليس مجرد يوم واحد؟
الحمل هو دورة بيولوجية كاملة تُعاش داخل جسم المرأة، وهو يحتاج الكثير من الطاقة. في دراسة أُجريت عام 2019، درس العلماء الحد الأقصى الذي يمكن للإنسان استهلاكه من الطاقة على مدى بضعة أشهر. في البداية، درسوا كمية الطاقة اللازمة للإنسان الطبيعي لكي يعيش بدون أي حركة أو جهد إضافي، وهذه الكمية من الطاقة تُعرف بمعدل الأيض الأساسي (BMR). بعد ذلك، أجرى العلماء اختبارات على أشخاص يقومون بجهد عالٍ، مثل المشاركة في ماراثونات طويلة جداً أو سباقات الألترا، ووجدوا أن الحد الأقصى المستدام للطاقة هو حوالي 2.5 ضعف الـBMR.
وفي دراسة أخرى أُجريت عام 2024، ركزت على كمية الطاقة التي تحتاجها الثدييات للتكاثر، وخاصة المرأة، وُجد أن المرأة الحامل تستهلك حوالي 2.2 ضعف الـBMR يومياً خلال فترة الحمل. وهذا يعني أنها تقترب يومياً من الحد الأقصى المستدام للطاقة (2.5 ضعف الـBMR) على مدار تسعة أشهر، ما يشبه ماراثوناً يومياً مستمراً من الجهد العالي.
في النهاية، عند دمج هذه النتائج، يتضح أن المرأة الحامل تعيش حالة مستمرة من استهلاك طاقة مرتفع، ما يجعل الحمل بالفعل أشبه بماراثون أيضي طويل الأمد.
المصدر: