
رغم أن أجسام الفيلة تحتوي على تريليونات من الخلايا، وأنها تعيش لعقود طويلة, وهي عوامل من المفترض أن تزيد خطر الإصابة بالسرطان, إلا أن معدل إصابتها به منخفض للغاية. هذه الظاهرة أثارت فضول العلماء لعقود، إلى أن اكتشفوا أن السر يكمن في الجينات، وتحديدًا في جين يُدعى TP53.
ما هو جين TP53 ولماذا هو مهم؟
TP53 هو جين مسؤول عن مراقبة صحة الحمض النووي داخل الخلية. في حال اكتشاف تلف جيني قد يؤدي إلى نمو غير طبيعي، يقوم هذا الجين بتحفيز آلية تُعرف بـ"موت الخلية المبرمج" (Apoptosis)، وهي طريقة طبيعية تتخلص فيها الخلية من نفسها قبل أن تتحول إلى خلية سرطانية.
البشر يمتلكون نسخة واحدة من جين TP53 في الجينوم، لكنها موجودة بنسختين في كل خلية (من الأب والأم). أما الفيلة، فهي تمتلك حوالي 20 نسخة فعالة من هذا الجين، وهو ما يمنح خلاياها قدرة فائقة على رصد الأخطاء الجينية والتعامل معها بسرعة.
هل يمكن استخدام جينات الفيلة لعلاج السرطان؟
نعم، يعمل الباحثون حاليًا على تطوير علاجات جينية تعتمد على نسخ من جين TP53 مشتقة من الفيلة. الهدف هو تعويض فقدان أو تعطّل هذا الجين في بعض السرطانات الشائعة، مثل سرطان الرئة وسرطان القولون. بعض هذه النسخ، مثل TP53-R9، أظهرت قدرة على قتل الخلايا السرطانية البشرية في التجارب المخبرية.
ورغم أن هذه الأبحاث لا تزال في مراحل ما قبل التجارب السريرية، إلا أن النتائج الأولية تبدو واعدة.
الخلاصة:
الفيلة لا تملك فقط حجماً هائلًا، بل أيضاً دفاعًا جينيًا مذهلًا ضد السرطان. دراسة هذا الدفاع قد تقودنا إلى جيل جديد من العلاجات الجينية التي تُحاكي "ذكاء الطبيعة" وتمنحنا طرقًا أكثر فاعلية لمكافحة السرطان.
المصادر: من هنا