السلاح البيولوجي: الوجه المظلم للتكنولوجيا الحيوية

السلاح البيولوجي: الوجه المظلم للتكنولوجيا الحيوية

حيوية | August 2, 2025 بواسطة ملك رمضون

ملك رمضون
ملك رمضون
منذ يومين
مشاركة:
السلاح البيولوجي: الوجه المظلم للتكنولوجيا الحيوية

ما هو السلاح البيولوجي؟

تخيّل أن مرضًا غامضًا يبدأ بالانتشار بسرعة بين الناس… لكن ليس بفعل الطبيعة، بل بتخطيط بشري مقصود. هذا هو السلاح البيولوجي: استخدام فيروسات، أو بكتيريا، أو سموم، لنشر المرض عمدًا بين البشر أو الحيوانات أو حتى النباتات، بهدف القتل، أو الإضعاف، أو التدمير النفسي والاقتصادي.

ويُصنّف هذا النوع من السلاح تحت ما يُعرف بـ"التكنولوجيا الحيوية السوداء" (Black Biotechnology)، وهي الوجه المظلم للتقنيات الحيوية التي تُستخدم عادةً في تطوير العلاجات وتحسين الزراعة والصناعة.  فبدلًا من أن يكون العلم أداة للحياة، يُعاد توجيهه ليصبح أداة للخراب.

وعلى الرغم من التقدم العلمي الذي أتاح تطوير مثل هذه الأسلحة، إلا أن استخدامها وتطويرها ممنوع دوليًا. فقد أقرّت اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية (1972)، التي يبلغ عدد أطرافها 183 دولة ، منع إنتاج هذه الأسلحة أو تخزينها أو استخدامها تحت أي ظرف.

كيف يُستخدم السلاح البيولوجي؟

تُحضّر العوامل البيولوجية في مختبرات متخصصة، ثم تُطلق في البيئة بعدة طرق، مثل:

  • رشها في الهواء.
  • تلويث المياه أو الطعام.
  • إطلاق حيوانات مصابة لنشر المرض.

بعد الانتشار، يبدأ المرض بالظهور في شكل عدوى تصيب الناس دون أن يعرفوا أنه هجوم متعمد.

لماذا يُعد السلاح البيولوجي خطيرًا؟

  • يصعب اكتشافه فورًا لأنه يشبه بأعراضه  الأمراض الطبيعية.
  • ينتشر بسرعة بين الناس، خاصة في الأماكن المكتظة.
  • يسبب ذعرًا اجتماعيًا واقتصاديًا.
  • يصعب السيطرة عليه بعد إطلاقه، بخلاف السلاح التقليدي.

تجارب حقيقية من التاريخ

شهد التاريخ محاولات خطيرة لتسخير الأمراض في خدمة الحروب والإرهاب. خلال الحرب العالمية الثانية، استخدمت اليابان الطاعون والكوليرا كأسلحة بيولوجية ضد الصين، مما أدى إلى مآسٍ إنسانية كبيرة. وبعد عقود، وفي عام 2001، واجهت الولايات المتحدة حادثة مشابهة من نوع مختلف، حيث أُرسلت رسائل بريدية ملوّثة بـ"الجمرة الخبيثة" وهو مرض بكتيري قاتل يصيب الجهاز التنفسي والجلد, إلى مكاتب إعلامية وشخصيات سياسية، ما أسفر عن وفاة عدد من الأشخاص وإثارة موجة من الذعر في البلاد. تكشف هذه الأحداث الوجه المظلم لاستخدام العلم في إيذاء الإنسان بدلًا من توظيفه في خدمته.

كيف نحمي أنفسنا من هذا النوع من التهديد؟

لحماية أنفسنا من تهديد الأسلحة البيولوجية، لا يكفي الوعي وحده، بل نحتاج إلى أنظمة مراقبة ترصد أي مرض غير مألوف منذ لحظاته الأولى، وجهوزية طبية تشمل تدريب الكوادر وتوفير اللقاحات. ويبقى التعاون الدولي حجر الأساس، من خلال اتفاقيات تردع هذا الاستخدام المدمر للعلم، وتصون الحياة من الانزلاق نحو كوارث يصعب احتواؤها.




احصل على إشعار لكل مقال جديد!