🕒 ما هي الساعة البيولوجية وكيف تنظّم أجسامنا؟
الساعة البيولوجية هي نظام داخلي معقّد ينظّم توقيت العمليات الحيوية داخل الجسم بشكل يومي، مثل النوم، الاستيقاظ، حرارة الجسم، ضغط الدم، الهضم، وحتى التركيز والمزاج.
وتعتمد هذه الساعة على دورة تستغرق حوالي 24 ساعة، تُعرف علميًا باسم الإيقاع اليوماوي (Circadian Rhythm)، وهي كلمة لاتينية تعني "حول اليوم".
🧠 أين تقع الساعة البيولوجية؟
الساعة البيولوجية الرئيسية توجد داخل الدماغ، تحديدًا في منطقة تُعرف بـالنواة فوق التصالبة البصرية (Suprachiasmatic Nucleus - SCN)، وهي جزء صغير يقع في منطقة تحت المهاد (Hypothalamus).
هذه النواة تتكون من نحو 20 ألف خلية عصبية، وتُعد بمثابة "القائد الزمني" للجسم، حيث تستقبل الضوء من العين، وتترجم ذلك إلى إشارات تنظم بها باقي العمليات الحيوية على مدار اليوم.
لكن هذا النظام لا يقتصر على الدماغ فقط. في الحقيقة، توجد "ساعات فرعية" في معظم خلايا الجسم تقريبًا، مثل الكبد، القلب، الكلى، الأمعاء، والجلد. هذه الساعات الطرفية تعمل بشكل متزامن مع الساعة المركزية، وتضبط توقيت عمل كل عضو بحسب الوقت من اليوم.
🧬 كيف تعمل الساعة البيولوجية؟
تعتمد الساعة البيولوجية على شبكة من الجينات والبروتينات تُعرف باسم جينات الساعة، مثل CLOCK، BMAL1، PER، وCRY.
تبدأ هذه الجينات بإنتاج بروتينات تتراكم خلال النهار داخل الخلية. وعندما تصل إلى مستوى معيّن، تعود هذه البروتينات لتُثبّط الجينات التي أنتجتها، فتتوقف العملية مؤقتًا. بعد ذلك تبدأ البروتينات في التحلل، وتُعاد تنشيط الجينات… وهكذا تستمر الدورة في تكرار منتظم كل 24 ساعة تقريبًا.
هذا التوقيت الجزيئي داخل الخلايا هو ما يسمح للجسم بأن يكون منظمًا، ويعرف متى يستعد للنشاط ومتى يتهيأ للراحة.
🌞 ما العوامل التي تضبط هذه الساعة؟
العامل الأهم في ضبط الساعة البيولوجية هو الضوء، وخاصة الضوء الأزرق الذي يأتي من الشمس أو من شاشات الأجهزة الإلكترونية.
عندما يرى الإنسان الضوء صباحًا، يُرسل الدماغ إشارات تُوقف إفراز هرمون الميلاتونين (هرمون النوم) وتُنشّط الجسم من خلال زيادة هرمون الكورتيزول.
أما في المساء، ومع انخفاض الضوء، يبدأ إفراز الميلاتونين ليهيّئ الجسم للنوم.
لكن الضوء ليس العامل الوحيد. توقيت الأكل، وممارسة الرياضة، والروتين اليومي للنوم والاستيقاظ تلعب دورًا مهمًا أيضًا في ضبط الساعات الطرفية في أعضاء الجسم. على سبيل المثال، تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قد يُربك الساعة البيولوجية للكبد، ويؤثر على عمليات الأيض.
⚠️ ماذا يحدث عند اضطراب الساعة البيولوجية؟
عندما تختل الساعة البيولوجية، كما يحدث في حالات السهر المزمن، العمل الليلي، السفر الطويل عبر المناطق الزمنية، أو التعرض للضوء الصناعي ليلًا، يبدأ الجسم في فقدان توازنه.
وقد أظهرت الأبحاث أن اضطراب الساعة البيولوجية يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل:
- اضطرابات النوم والأرق
- الاكتئاب والقلق
- السكري من النوع الثاني
- السمنة
- أمراض القلب
- وبعض أنواع السرطان