
جسم الإنسان أشبه بالمصنع الذي يعمل على مدار الساعة، فحتى في أعمق مراحل النوم، لا يتوقف عالمنا الداخلي. ويعود الفضل إلى خلايانا التي تحتوي على عضية مجهرية، يحيط بها غشائين وتعرف بالميتوكندريا، والتي تقوم بإنتاج الطاقة على مدار الوقت من خلال ما يدعى بالتنفس الخلوي.
الملفت للنظر هو أن هذه العضية لها حمض نووي خاص بها، منفصل عن ذلك الموجود داخل نواة الخلية, ذو شكل دائري يحتوي على ما يقارب 37 جين. ويدعى بـ (mtDNA)، تعمل جيناته على تشفير بروتينات مختلفة تساعدنا على الاستمرار بأداء وظائفنا الحيوية .
نرث الميتوكندريا تمامًا من أمهاتنا، لذلك تعد الأم المصنع الرئيسي للطاقة، إذ أن الميتوكوندريا الموجودة في خلية الحيوان المنوي موجودة في الذنب فقط، والذي تقتصر مهمته على إيصال الرأس إلى البويضة، ومن ثم يتحلل. ويبقى في البويضة التي ستصبح جنين الرأس الذي يحتوي على الحمض النووي الذي في النواة.
يعني ذلك أن الأب يورث أولاده الحمض النووي العائد للنواة فقط، أما الأم فيرث الأولاد منها كل من الحمض النووي العائد النواة و الميتوكندريا.
ولهذا يمكن تحديد ضحايا الكوارث من العينات المأخوذة من الأم فقط في بعض الحالات.
كما يعد الحمض النووي للميتوكندريا أكثر استقرارًا من ذلك الموجود بأنوية الخلايا، حيث لا يخضع لإعادة التركيب الوراثي، ولذلك يتغير ببطء بين الأجيال، ويعزى لهذا السبب استخدامه في الدراسات التطورية.