علاج للسرطان بخلايا CAR-T  :  كيف تُساعد خلايانا المناعية في محاربة السرطان؟

علاج للسرطان بخلايا CAR-T : كيف تُساعد خلايانا المناعية في محاربة السرطان؟

حيوية | August 21, 2025 بواسطة لينة عثمان

لينة عثمان
لينة عثمان
منذ 3 أسابيع
مشاركة:
علاج للسرطان بخلايا CAR-T  :  كيف تُساعد خلايانا المناعية في محاربة السرطان؟

العلاج بتقنية CAR- T 

علاج CAR-T هو نوع متطور من العلاج المناعي يُستخدم بشكل أساسي لمحاربة بعض سرطانات الدم. في هذا النوع من العلاج، يتم تعديل خلايا الجهاز المناعي للمريض (الخلايا التائية – T cells) في المختبر، حتى تصبح قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها وتدميرها.

كلمة CAR هي اختصار لـ: "مستقبل المستضد الكيميري" (Chimeric Antigen Receptor)، والمقصود بها بروتين خاص يُثبت على سطح الخلايا التائية، ليمكنها من اكتشاف الخلايا السرطانية والتفاعل معها [2]. أما حرف T فهو إشارة إلى "الخلايا التائية"، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن الدفاع عن الجسم.

منذ عام 2017، حصلت عدة أنواع من هذا العلاج على موافقات من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج بعض سرطانات الدم مثل اللوكيميا الليمفاوية الحادة (ALL)، واللمفوما اللاهودجكينية (NHL)، والمايلوما المتعددة (Multiple Myeloma).

خطوات العلاج CAR-T

تمر عملية العلاج بعدة مراحل رئيسية:

  1. جمع الخلايا المناعية: يتم جمع الخلايا التائية من المريض عن طريق سحب الدم، ثم فصل الخلايا التائية عن باقي مكونات الدم باستخدام تقنية تُسمى الفصل الكُريوي
  2. التعديل الوراثي: تُعدل هذه الخلايا في المختبر وراثيًا لتُعبّر عن بروتينات خاصة تُسمى CAR تمكنها من اكتشاف الخلايا السرطانية
  3. التكثير في المختبر: تُزرع الخلايا التائية المعدلة وتُضاعف حتى تصل إلى ملايين الخلايا، وتستغرق هذه المرحلة عادة 2–4 أسابيع.
  4. التحضير بالعلاج الكيميائي: يجب تجهيز جسم المريض قبل إعطاء خلايا CAR-T، حيث يُعطى علاجًا كيميائيًا تحضيريًا خفيفًا (Lymphodepletion regimen) لتسهيل استقبال الخلايا الجديدة 
  5. إعادة الحقن:  تُحقن الخلايا التائية المعدلة في جسم المريض لتبدأ بمهاجمة الخلايا السرطانية بشكل مباشر. 
    كيف تقضي خلايا CAR-T على السرطان؟

عند وصول خلايا CAR-T إلى الخلايا السرطانية، ترتبط بها عبر مستقبلات CAR. بعد الارتباط، تُطلق الخلايا التائية مواد قاتلة مثل:

  • البيرفورين (Perforin): يثقب غشاء الخلية السرطانية.
  • الجرانزيمات (Granzymes): تدخل إلى الخلية وتُحدث تدميرًا داخليًا عبر تفعيل الموت المبرمج (Apoptosis).

إضافةً إلى ذلك، تُفرز خلايا CAR-T سيتوكينات مثل IL-2 وIFN-γ، التي تُنشّط استجابة مناعية قوية ضد الورم. لكن هذه الاستجابة قد تكون شديدة أحيانًا وتسبب مضاعفات مثل:

  • متلازمة إطلاق السيتوكينات (CRS): ارتفاع حرارة شديد، انخفاض ضغط الدم، وصعوبات في التنفس.
  • السمية العصبية (Neurotoxicity): اضطرابات في الوعي أو النوبات.

الاستخدامات الحالية والآفاق المستقبلية

 يُستخدم علاج CAR-Tحاليًا لعلاج أنواع معينة من سرطانات الدم مثل: اللوكيميا الليمفاوية الحادة والليمفوما اللاهودجكينية.  ويُعتبر هذا العلاج أملًا كبيرًا للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية. ومن المتوقع أن ينمو سوق علاج CAR-T بشكل كبير جدًا، حيث تُقدّر قيمته بحوالي 12 مليار دولار في عام 2025، وقد يصل إلى 130 مليار دولار بحلول عام 2034، بمعدل نمو سريع.

ملاحظة مهمة:

على الرغم من أن تقنية CAR-T  مكلفة في الوقت الحالي، ولكنِّها تُعد من أهم التطورات الحديثة في الطب ومجال علاج السرطان باستخدام التكنولوجيا الحيوية، لأنها تستخدم خلايا الجسم نفسه لمحاربة السرطان، مما يقلل من الحاجة إلى الأدوية التقليدية الثقيلة ومشاكل الرفض المناعي وتُعطي نتائج واعدة في الحالات المستعصية.



احصل على إشعار لكل مقال جديد!